الذكاء الاصطناعي في التعليم

453
مساحة إعلانية

منذ عام 2022 ونحن نسمع ونشاهد الذكاء الاصطناعي يجيب على الأسئلة ويرسم ويصمم ويبرمج ، الذكاء الاصطناعي حاضر في مختلف المجالات في الصحة يساهم الذكاء الاصطناعي صناعة الأدوية واللقاحات وتشخيص الأمراض وأخذ العلامات الحيوية للمرضى ومجالسة المسنين وفي الأدب يكتب الشعر  بأسلوب يحاكي أسلوب الأديب شكسبير ويكتب القصص والأخبار وأنواع مختلفة من الكتابة الأدبية.

لكن السؤال الأهم هل الذكاء الاصطناعي قادر على التعليم؟

في الواقع علاقة الذكاء الاصطناعي بالتعليم علاقة أزلية ففي بداية ظهور الذكاء الاصطناعي عام1956 كان الهدف منه هو محاولة تعليم الآلة التفكير بطريقة مشابهة لعقل الإنسان ومن ذلك الوقت والآلة تتعلم حتى أصبحت تعرف ما يعرفه معلمها وأكثر!

فالتعلم أول مهمة قام بها الذكاء الاصطناعي وأكثر مهمة يتقنها ، ويتلقى الإنسان تعليمه من الالة عبر نماذج الذكاء الاصطناعي التي تمثلها البرامج أو الروبوتات بنوعيها الفيزياء والبرمجية تمتلك هذه الروبوتات التي تحل محل المعلمين البشريين المعرفة في مختلف التخصصات والعلوم وطرق التدريس وخصائص المعلمين وفي نفس الوقت تمتلك القدرة على تتبع سلوك الطلاب بنسبة 95% وبدقة تعادل 66% بل البعض قادر على التفاعل البشري وتمثيل بعض المشاعر الإنسانية مثل السعادة والحزن والمفاجأة والخوف والاشمئزاز التعرف عليها من خلال تحليل البيانات التي يتم الحصول عليها عبر كاميرات التعرف على ملامح الوجه وتتبع حركة العين ومن أشهرها الروبوت المعلم سايا saya .

قد تتساءل إذا كان سايا ورفاقه قادرين على تمثيل وفهم المشاعر فهل يمكن لهم التواصل اللفظي وفهم الكلام والحديث مع الطلاب ؟ أعتقد أن الهاتف الذكي الذي بحوزتك سيوضح لك الإجابة فإذا سألت سيري في أجهزة أيفون أو مساعد قوقل بصوتك فلن يواجه أي صعوبة ولو تحدثت باي لغة ، وبمستوى أعلى  طورت جامعة Memphis  روبوت لدعم التعلم يعتمد على استراتيجية الحوار والمناقشة يقوم بتدريس الجبر وعلم النفس والتفكير النقدي وهذه العلوم تحتاج الكثير من النقاش والحوار ، ولدينا أيضاً نموذج ستيف في مجال التدريب  الذي يساعد المعلم في تنفيذ التجارب والأنشطة العملية حيث يقوم بعرض المهام الادائية وشرحها ومراقبة الطلاب بشكل مستمر للإجابة على تساؤلاتهم .

جميع هذه النماذج تم تمثيلها على هيئة معلمين بشريين بأجسام كاملة أو بنصف أجسام ولكن قد يتم تضمين بعض نماذج الذكاء الاصطناعي في برمجيات وتطبيقات مختلفة أو دمجها في أنظمة إدارة التعلم القائمة حيث تقوم تتبع وتشخيص حالة التعلم والمتعلم بشكل فوري عبر جمع وتحليل البيانات التي يتم إنشائها في هذه الأنظمة والتنبوء بما يعرفه الطالب وما يشعر به وما يمكنه فعله بطريقة يصعب على المعلم البشري أن يقوم بها لكثرة أعداد الطلاب وقلة وقت الحصة الدراسية.

كل هذه المميزات تعزز من دور الذكاء الاصطناعي الذي يتوقع أن يبلغ سوقه في عام 2023 قرابة 3638 مليون دولار وتجعله أحد ممكنات التعليم وخياراً يعتد به بالرغم من وجود شيء من  المخاوف لدى بعض التربويين .