كورونا وتقنيات التعليم

624
كورونا وتقنيات التعليم
كورونا وتقنيات التعليم

بعد تجربة الدراسة عن بعد تغيرت الكثير من المفاهيم حول تقنيات التعليم ومدى تقبلها وتحول كثير من المعارضين إلى مؤيدين بعدما  وجدو حلاوتها وبعدما أدركوا أن أعمالهم تنجز بيسر وسهولة وبمجهود أقل ومستوى جودة أعلى . 

أحد الزملاء من المناصرين للتعليم التقليدي ومن المعارضين لكل شيء ! انتقد التعليم عن بعد في بداياته بل نعاه ولو أن له بالشعر لرثاه . كان قلقلاً على أبنائه الذين هم في التعليم العام بمختلف مراحلة أو من التحق منهم بالدراسة الجامعية كيف سيتعلمون ؟  وأين ؟ وماهي الطريقة؟  

 أسئلة عدة جعلته في حيره . تطورت هذه الأسئلة فأصبح يسأل عن التطبيقات اللازمة وطريقة تثبيتها واستخدامها ، ماهي إلا أيام حتى حصلت المعجزة ، وإذا بصاحبي ينظم إلى نادي التقنيين بل ويتعجب من أُميه زملائه الأخرين ! 

بعد هذا الموقف حري بنا أن ألا نتعصب لآرائنا فهي مبنيه غالبا على معرفتنا فإذا كنا لا نتلقى المعرفة بقدر السرعة التي تولد فيها فنحن أشبه بمن يقف تحت الشلال و بيده دلو ، يجب أن نوسع مداركنا ونخرج من دائرة الاكتفاء الضيقة  لننهل من العلم القدر الكافي أو القدر الذي يمكننا من العيش في عصر الثورة فالجديد والمبهر اليوم قد يكون قديما غداً أو بعده ، كما أن الأمر ولله الحمد يسير ومتاح،  بل من حسنات التقنية بشكل عام سهولة تعلمها وشمولية منافعها فالأمر لا يتطلب أكثر من العزيمة والممارسة . 

في نهاية العام الدراسي التقيت به مرة أخرى ولكن بانطباع مختلف وموقف مختلف كذلك، فقد تحول من محارب إلى حليف وإن لم يصرح بذلك قد تمنى أكثر من مرة استمرار الدراسة عن بعد سنوات عدة فقد أصبح يحضر الحصص مع أبناءه ويتفقد أحوال دراستهم وأصبح أكثر إطلاع على مستواهم ونتائجهم فلم يعد لدى ابنه الصغير عذراً يحتج به إذا لم يحقق الدرجة الكاملة في الاختبار كما لم ترهق كاهله ابنته الصغيرة بما يسمى ( مستلزمات المدرسة ) فقد تلاشت . . بقدرة قادر! 

 أما على مستواه الشخصي فقد أبدع لأبعد حد حيث أتم الرحلة التعليمية وطاف على القاعات الدراسية دون أن يتحرك من مكانه ! يبدل بين الكتاب المدرسي والجهاز الذكي و(كاسة )الشاي . 

 لم يعد يخرج من القاعة الدراسية منهكاً مبحوح الصوت فقد تقاسم مع الأهل المهام تولى هو التعليم وتولوا هم الضبط والتربية والمتابعة،  لم يعد يطوف على جميع الطلاب ليتأكد من تلقيهم المعلومة فكل طالب في منزله على رأسه معلم ولم يعد يرفع صوت ليصل الصوت واضحاً للطلاب في فصلهم المزدحم بل وكل الأمر لمكبر الصوت . 

أصبح متفرغاً لمتابعة الطلاب الأولى بالرعاية وأبدع في الشرح والتدريس ولم يعد يستثقل إعداد وتصحيح الاختبارات للأعداد الطلاب الكبيرة فالمجهود الذي يبذله لا يتعدا ضغطة زر حتى تقوم التقنية بدورها وتوزع الأسئلة على الطلاب وتعرض نتائجهم وتزودهم بالتغذية الراجعة في زمن يسير بل وتُحفظ لأولياء الأمور ليتسنى لهم مرجعتها متى ما سمح لهم الوقت . 

لم يكن صديقي هذا هو المستفيد الوحيد فقط من هذه التجربة فتقنيات التعليم أنقذت العالم مرتين مرة من تفشي الوباء ومرة أخرى من انقطاع التعليم لعام كامل فالجهل هو أشد وأخطر وباء قد يصادفه الإنسان. 

في الختام سؤالي لك عزيزي القارئ…  ما مدى إلمامك بتقنيات التعليم وماهي خطتك في هذه الإجازة ؟